جابو: "جددت 18 شهرا لـ الإفريقي، لهذا السبب لم أعد إلى تونس وكفوا عن الإشاعات"

جابو

كيف هي أحوال عبد المؤمن جابو، وأين هو الآن؟

شكرا على السؤال، أنا بخير الحمد لله، أنهيت قبل لحظات (الحوار أجري ظهيرة أمس) حصة تدريبية داخل القاعة بمدينة سطيف، اليوم كان يفترض أن أكون في وهران للمشاركة في دورة دولية تنظمها "لاراديوز"، ولكنني اعتذرت في آخر لحظة من صاحب المبادرة قادة شافي، والسبب بعض المشاغل الشخصية.

حتى الآن لم تعد إلى الميادين منذ إصابتك نهاية أفريل وإجرائك عملية جراحية منتصف شهر ماي، فما هو جديد وضعك وهل أنت جاهز؟

حاليا أنا ألمس الكرة، لكنني لم أبدأ مع المجموعة، أستطيع أن أمرر وأقوم ببعض اللقطات الفنية بها، أشعر بأنني أتحسن كثيرا وأنني بصدد استرجاع الوضع الذي كنت عليه قبل الإصابة، كما أركض بسرعة، وأحمد لله على ما بلغته حتى وإن لم أعد إلى الميادين بعد.

سافرت إلى تونس وبقيت تتدرب على انفراد، لماذا لم تندمج مع زملائك في النادي الإفريقي؟

كنت أتدرب مع المحضر البدني، وطبعا لازلت متأخرا مقارنة بهم، لقد طرح البعض هذا السؤال والجواب واضح، لازلت متأخرا كثيرا والآن فقط ألمس الكرة، وهنا يصبح هذا السؤال بلا معنى، في تونس كان زملائي يتدربون بينما أنا على الجانب إما مع المحضر البدني أو المدلكين، ولو اعتقدوا بأنني جاهز لما تأخرت لأكون بجانبهم... اشتقت كثيرا لأجواء الملاعب والتدريبات الجماعية.

ألا تعتقد بأنك قضيت وقتا طويلا خارج الميادين، كان يفترض أن تعود قبل نهاية مرحلة الذهاب انطلاقا من كون هذه الإصابات في العادة تبعد صاحبها 6 أشهر على الأكثر، فما سبب كل هذا التأخر؟

أعترف بأنني قضيت وقتا طويلا خارج الميادين، لكنني من أردت ذلك، إصابة مثل التي تعرضت لها بتمزق كامل على مستوى الأربطة الصليبية للركبة خطيرة جدا، وتحتاج إلى الإيمان بالله والصبر الطويل والإرادة، كما لا تحتاج إلى التسرع، هناك بعض اللاعبين يسترعون في العودة بالبقاء 4 أشهر فقط خارج الملاعب، ثم يعودون وهنا قد يحصل الأسوأ، وأنت تعرف جيدا خطورة أن يتكرر القطع من جديد على مستوى الأربطة الجديدة، شخصيا قررت أن أتريث وآخذ كل وقتي حتى أعود بقوة وحتى أنسى هذه الإصابة كليا، لأنه بالنظر إلى خطورتها يبقى اللاعب عند عودته في الأيام الأولى خائفا ويتوهم في بعض الأحيان أنه سيصاب، أنا حاليا أتغلب على هذه المراحل وأقوم بالتقوية العضلية ولا أتردد في مداعبة الكرة، في انتظار أن تحين ساعة العودة.

كلام كثير يقال في تونس حاليا عن وضعيتك في الإفريقي، فهل جددت رسميا، وبودنا لو توضح هذه النقطة؟

استغل الفرصة عبر "الهداف الدولي" لأوضح هذه النقطة الهامة، وأشكرك على السؤال، جددت رسميا في صفوف الإفريقي التونسي لـ 18 شهرا، بمعنى آخر أنا مرتبط مع الفريق حتى جوان 2017 على اعتبار أن العقد يبدأ شهر ديسمبر الجاري، لما تحدثت معك في المرة الأخيرة أكدت لك هذه المعلومة، ولكن للأسف هناك من يحب الاصطياد في المياه العكرة، حيث يربطون اسمي بفرق أخرى ويتحدثون عن قرب انتقالي إلى هذه الأندية وهو كلام عار من الصحة.

(نقاطعه) بالضبط هذا ما نريد قوله، في الصحف التونسية يتحدثون عن اهتمام فرق محلية من هناك وحتى من اتحاد العاصمة، فماذا تقول؟

(يضحك) هذا الأمر يبعث عن السخرية، كيف ألتحق بفريق آخر وأنا جددت مؤخرا فقط ولم ألعب أي مباراة؟ هذا لم يحصل أبدا مع أي لاعب، إنها مجرد إشاعات لا غير، مؤخرا سمعت أن هناك إذاعة تونسية (موزاييك) تحدثت عن غضبي بشأن مستحقاتي العالقة، وبالمناسبة أنفي قطعيا الأمر كمعني مباشر بالقضية، كل ما في الأمر أنني عدت إلى الجزائر لأجدد جواز سفري.

هل من الممكن أن توضح هذه النقطة التي أثارت أيضا بعض التأويلات؟

جواز سفري العادي انقضت مدة صلاحيته بتاريخ 24 نوفمبر الماضي، فكان لزاما أن أعود إلى الجزائر، ولأنني مقيم في الخارج (تونس) فإن الأمر يستدعي استصدار وثيقة من مصالح وزارة الخارجية، وقد تطلب الأمر بعض الوقت، وحاليا أنا بانتظار الحصول على جواز سفري البيومتري، وهذا ما سيسمح لي بالعودة إلى تونس من جديد.

إذن، لا يوجد أي مشكل؟

بالفعل، لا يوجد أي مشكل مهما كان نوعه، وفور حصولي على الجواز سأنتقل إلى تونس وسأحاول أن أندمج رفقة زملائي، والعودة بمناسبة مباريات مرحلة العودة.

هل تؤكد أو تنفي تلقيك اتصالات من بعض الفرق في هذه الفترة التي تقول إن الإشاعات كثرت فيها؟

لم تكن هناك اتصالات لأن الجميع يعرف أن عبد المؤمن جابو التزم رسميا مع النادي الإفريقي وعقدي ينتهي في جوان 2017، من الطبيعي ألا تكون هناك اتصالات، لأن من يريد خدماتي من الطبيعي أن يستفسر ليعرف وضعيتي القانونية، ولأنهم يدركون أنني مرتبط فهذا السبب الذي جعلني لا أتلقى أي اتصال، فقط أقرأ عن ذلك في الصحف، وبالمناسبة أدعو أصحاب الإشاعات للتوقف لأنني أشعر بأن هناك بعض الناس الذين لا يخشون الله، يكتبون أي شيء ويعملون ليلا نهارا على إفساد علاقتي بمسؤولي الإفريقي، وها أنا أستغل الفرصة لأؤكد أن كل شيء على ما يرام ولا يوجد أي مشكل مهما كان نوعه، كما أنصح بعض الإعلاميين بألا يتكلموا باسمي، فأنا لم أكلف أحدا بأن يتحدث على لساني ويقول إنني غاضب من عدم حصولي على مستحقاتي المالية.

رئيس الفريق سليم الرياحي صرح بأنه سيغادر الفريق عن قريب ويتخلى عن تسييره ونعرف جيدا علاقتكما، وكيف أنك قررت التجديد لأجله، فكيف ستتعامل مع الوضع الجديد؟

لا أدري هل سيغادر الرئيس أم لا، وعلى كل حال هناك علاقة ممتازة تربط بيننا، ولا أحد ينفي كذلك ما قدمه السي سليم للنادي الإفريقي منذ تعيينه على رأسه، حيث أعاد الفريق إلى سكة التتويجات، بالنسبة لي أنا ملتزم مع الفريق وأنتظر عودتي إلى الميادين لتقديم كل شيء وحتى أكون عند حسن ظن مسؤولي النادي وأنصاره، وبالمناسبة أنا على اتصال ببعض زملائي وكذلك ببعض الأطراف في الفريق وأعرف أن الأمور تغيرت نحو الأحسن.

كيف ذلك؟

الأمور تتحسن، فقد كان هناك تأخر في تسوية مستحقات اللاعبين ولكني علمت أنه تم تسوية الأمور في الأيام الأخيرة، والأوضاع أفضل رغم أن النتائج لم تكن في مستوى التوقعات، ولكن أعلم أن الأمور تسير في منحى إيجابي في انتظار التأكيد على الميدان.

ألا يقلقك أنك ستعود إلى النادي الإفريقي وهو في مرتبة متأخرة، ولن ينافس على لقب الدوري الذي حققه الموسم الماضي؟

لا يقلقني بالطبع، لأن الوضعية أمر محتوم وكلاعبين علينا أن نغيرها ونعمل على أن نهدي المناصرين ولو جزءا قليلا من الفرحة التي عايشوها الموسم الماضي هذا بالنسبة لنا كمجموعة، أما على الصعيد الشخصي، فأقول إنني سأكون مهتما جدا بمحاولة العودة إلى لياقتي ولقيادة فريقي إلى تحقيق الانتصارات، وبعد ذلك سنفكر في أشياء أخرى.

يعلم الجميع أنك لم تتلق مستحقاتك العالقة منذ عدة أشهر، فهل يمكن أن توضح لنا هذه النقطة، وأين وصلت الأمور؟

فعلا هناك بعض الأجور العالقة، ولكن هذا الأمر لم يحدث أي شرخ في العلاقة بيني وبين مسؤولي فريقي لأن لي ثقة كاملة فيهم، وأنا لا أتعامل معهم للمرة الأولى بل منذ سنوات، ومن هذه الناحية لست قلقا، وأقسم لك أن الأموال لا ولن تهمني في المرحلة الثانية من الدوري بقدر ما يهمني أن أعود إلى مستواي وأساعد الفريق، فالجمهور ينتظر مني الكثير، وعندما أعود إلى مستواي فكل شيء بعد ذلك "يجي وحدو".

هل مازال جمهور الإفريقي يتصل بك وينتظر عودتك، أم أن طول فترة الإصابة جعلتهم ينسونك؟

الحقيقة أنهم لا يملون من الحديث إلي، يتصلون في كل وقت، وهذه المحبة الربانية تدفعني للعمل أكثر ولكنها بالمقابل لا تشكل عامل ضغط للإسراع في العودة إلى الميادين، أريد أن أكون في كامل لياقتي البدنية عندما أضع رجلي على الميدان عائدا في أول مباراة ألعبها، وأعتقد بأنه لم يبق الكثير للعودة، أدعوهم ألا يقلقوا على هذا المستوى.

متى ستكون العودة؟

والله لا أعرف الجواب، إذا قلت شهرا فقد يكون قبل ذلك وإذا قلت أسبوعين فقد أعود أسرع، مثل هذه الإصابات لا تعرف متى تتخلص منها نهائيا، حتى أن تحصل على إشارة من المحضر البدني الذي يأذن بوجودك في المجموعة، والأمر لا ينتهي طبعا بالتدرب مع الرفقاء، بل يلزم انتظار إشارة من المدرب، لهذا السبب فإنني لا أعلم صراحة متى سأعود.

كنا نتحدث قبل قليل عن ارتباط مناصري النادي الإفريقي بك، هل كان يمكنك فعلا أن تلعب لـ الترجي التونسي وأنت الذي دخلت في مفاوضات معهم؟

الاتصالات كانت موجودة وقدموا عرضا جديا، ولكن التحاقي بالفريق الجار لم يكن ليحصل وأنا أحظى باحترام وتقدير آلاف من مناصري النادي الإفريقي، هذا الفريق يملك قاعدة جماهيرية في كل ولايات تونس 24، أينما مشيت إلا وأجد عشاقا للفريق، فكرت في هؤلاء قبل أن أفكر في نفسي.. ولو تذكر تكرر نفس ما حصل لي عندما طلبني فريق اتحاد العاصمة قبل سنوات، ووقتها قلت على صفحات جريدة "الهداف الدولي": "لا يمكنني أن أخسر ولاية لأجل فريق" وقد وضعت في وضعية مماثلة وبالتالي لم يكن بوسعي خسارة تونس كاملة لأجل الترجي، رغم أن هذا الفريق ناد عريق وله جمهور كبير أيضا.

هل تشاهد ما يفعله محرز في الدوري الإنجليزي؟

نعم أتابعه باهتمام وأنا سعيد له، إنه يقوم بأعاجيب في هذه المسابقة القوية التي تعتمد على القوة البدنية، والله فرحت من أعماق قلبي وتفاعلت مع أهدافه الكثيرة، وأتمنى أن يواصل على هذا المنوال ولم لا يلتحق بفريق عالمي.

عندما ترى ما يفعله في دوري إنجلترا، ألا تتحسر على أنك ضيعت فرصة الاحتراف الخارجي والاستمتاع بأجواء كرة القدم الحقيقية في أعلى مستوى؟

فعلا الأجواء رائعة هناك، وشخصيا جربت الاحتراف الخارجي في سن صغيرة، ولا أقول إنني لم أوفق ولكن ظروف حالت دون أن أواصل هناك، على كل حال هو "مكتوب" وبالتالي لا يمكنني أن أندم والأمر خارج عن إرادتي.

ما رأيك في المنتخب الأولمبي الذي تألق في كأس أمم إفريقيا الأخيرة في السنغال، وهل توقعت بروزهم بهذا الشكل وتأهلهم إلى أولمبياد ريو دي جانيرو؟

شاهدت مبارياتهم وكنت سعيدا للغاية بالمستوى الذي قدموه، ومن المباراة الأولى أمام مصر كان من الواضح أن هذا المنتخب سيقول كلمته، خاصة وأن هناك تماسكا قويا بين اللاعبين، فهم يعرفون بعضهم البعض من كثرة المعسكرات سواء في مركز الباز بـ سطيف أو في سيدي موسى، صراحة كنت أتوقع فوزهم باللقب لأن المنتخب الوطني بقي في نسق تصاعدي وكانت مباراة نيجيريا فرصة للتأكيد، ولكن حتى مع خسارتهم في النهائي فهذا لا يقلل تماما من قيمة ما قدموه من عروض فنية رائعة، وبالمناسبة كان هناك أمر أعجبني كثيرا في هذا المنتخب.

ما هو؟

أن جميع اللاعبين من الدوري الوطني، في وقت ظل الجميع يتكلم عن القيمة التي فقدها اللاعب المحلي في السنوات الأخيرة، وقد كانت مناسبة ليردوا ميدانيا ويؤكدوا أن اللاعب المحلي إذا وجد الرعاية والاهتمام اللازمين فإنه سيقدم كل شيء على الميدان.

إذن، تعتقد بأنه يجب أن تعطى الفرصة للاعب المحلي؟

لم أقل ذلك، ولكن قلت إنه يجب الاهتمام أكثر باللاعب المحلي وألا نظلمه، لأننا سمعنا الكثير من التشكيك في قيمة لاعبي البطولة الوطنية، ومثل هذه التحاليل لا أعتقد بأنها مفيدة، لأنها تقلل من قيمة هؤلاء اللاعبين وتجعل الشك يدخل إلى نفوسهم، وبالنسبة لي اللاعب المحلي موهوب ويؤكد من دورة لأخرى، ولو تتذكر في دورة المحليين في 2011 في تونس تركنا انطباعا رائعا بجيل رائع من اللاعبين، ثم جاء المنتخب الأولمبي الذي يملك جيلا ذهبيا، والبطولة ستبقى دائما تنجب اللاعبين الممتازين رغم كل الأحكام التي تطلق هنا وهناك.

هل يحلم جابو بالعودة إلى المنتخب الوطني؟

طبعا أحلم بذلك وأنا في اتصال مع يزيد منصوري وبعض أعضاء الطاقم الفني، كما أنا على تواصل بزملائي، ولكن قبل ذلك يجب العودة بقوة إلى الميادين واسترجاع لياقتي، لقد تعبت كثيرا في الفترة الأخيرة ولا أتمنى أن يذهب ذلك سدى، كما لن يغمض لي جفن إلا إذا عدت إلى مستواي، وبعد ذلك ستفتح أبواب المنتخب الوطني من جديد.

ماذا تضيف في الأخير؟

أريد أن أتقدم برسالة إلى جمهور النادي الإفريقي، لا تصدقوا الإشاعات ولا تسمعوا الكلام، هناك من لا يريد لي الخير، وهناك من يعمل على استهداف علاقتي بالفريق، أقولها مرة أخرى إنه لا يوجد مشكل مستحقات مع إدارة فريقي، أنا في الجزائر لتسوية مشكل جواز سفري الذي لم أتسلمه حتى هذه اللحظة، وبإذن الله عائد بقوة مع النادي الإفريقي وسأبقى في الفريق حتى نهاية عقدي في جوان 2017.

 

حاوره هاتفيا: نجم الدين سيدي عثمان