غابرييل باوليستا: "عشت الحرمان بكل أنواعه واضطررت إلى السرقة أحيانا"

غابرييل باوليستا

إسبورتي فيتوريا فـ فياريال ثم أرسنال الإنجليزي، كما تحدث الظهير الأيمن لـ "الغينيرز" حاليا عن السر الكامن وراء نجاحه الحالي، إضافة إلى قصة الخلاف الشهيرة بينه وبين دييغو كوستا نجم تشيلسي الإنجليزي، والتي أثارت ضجة كبيرة ضمن الدوري الإنجليزي والعديد من المواضيع التي ندعوكم إلى مطالعتها.

لنبدأ من اللقطة الشهيرة التي حدثت بينك وبين كوستا والتي تسببت في طردك من المباراة، كيف هي علاقتك مع دييغو حاليا؟

أعرف كوستا منذ أن كنت لاعبا في فياريال، بعدها وقعت على عقد مقابل 1.5 مليون أورو في جانفي الفارط رفقة أرسنال، ومن ثمة بدأت مسيرتي ضمن الدوري الإنجليزي،  دييغو شخص آخر في الملعب وكذلك أنا، لأننا جميعا نكون مختلفين عندما ندخل أرضية الميدان، ودائما عندما نتصادم تكون هناك شرارة.

الضجة بالأساس انطلقت بين كوسيليني وكوستا، ثم تدخلت أنت للدفاع عن زميلك؟

ذلك هو أنا، وأقف دائما إلى جانب من أحب، ولدي عاطفة تجاه جميع اللاعبين في فريقي لأننا نقضي معظم أوقاتنا معا، وأحيانا نقضى أوقاتا أكثر من نظيرتها التي نقضيها مع عائلاتنا.

هل تأسفت عقب تعرضك للطرد في تلك المباراة، خاصة أنها كانت مؤثرة بشكل كبير على فريقك وليس أنت فقط؟

بالنسبة لي، كانت البطاقة الحمراء مفاجئة، لكن ما حدثت كان تجربة لي وتعلمت منها، وأنا لن أتغير وسأبقى أتفاعل مع مثل تلك الحالات والدفاع عن زملائي في الفريق لكن بطريقة أخرى، ومتأكد أني لن أكرر ما فعلته.

أنت الآن في المنتخب وتتقاسم صديقا مشتركا مع كوستا هو فيليبي لويس، هل كان له دور في فتح صفحة جديدة في علاقتك مع اللاعب؟

نعم، كنت في تشكيلة المنتخب البرازيلي وكان لويس صديقا حميما بالنسبة لي، وقمت بإرسال رسالة صوتية لـ دييغو كصديق ونحن صديقان جيدان الآن، وما حدث هو شيء يحدث في الملعب ويتم تجاوز ذلك، إنه حقا شخص جيد.

رغم أنك عانيت الفقر كثيرا إلا أنك تبقى فخورا بمجتمعك، هل لك أن تحدثنا عن طفولتك؟

كغيري من اللاعبين، عشت طفولة صعبة للغاية، لم يكن متوفرا لدينا أدنى متطلبات الحياة، لم يكن لدينا الماء والكهرباء، لقد شاهدت العديد من الأشياء المروعة والجرائم، وكان انضمامي إلى فريق كرة القدم نوعا من تلطيف الأجواء التي كانت محيطة بي.

ألا تعتقد أن مثل تلك الظروف هي التي جعلتك تنجح في كرة القدم؟

في البداية كان صعبا جدا علي أن أتخيل أني سأكون ناجحا، كان علينا أن نعيش في مثل تلك الظروف، وكنت ملزما برؤية الأشياء التي لم أود يوما أن أشاهدها، كانت بيئة عنيفة باختصار، وهذا الوضع جعلني أشعر أني أقوى بكثير، وكان دافعا لي لتحقيق النجاح في كرة القدم وتحقيق حلمي.

حتى الكفاح لأجل عائلتك كان دافعا قويا لك أيضا؟

نعم، كنت أكافح لأجل عائلتي، لقد كانت في حاجة إلى المال في ذلك الوقت لذلك كانت كرة القدم السبيل الوحيد لمساعدتها، كان لي خمسة إخوة أصغر مني، وكانوا يعلمون أني الوحيد القادر على إعانة عائلتي، لن أقول إنهم كانوا يعانون من الشعور بالجوع، لكن كان الأّمر صعبا أن نضع وجبة طعام على الطاولة، لذلك كانت كرة القدم السبيل الوحيد لمساعدة عائلتي.

كيف تشعر الآن عندما تتذكر الماضي؟

لقد كان لي الشرف لأني كنت أكبر فرد في عائلتي وكنت قادرا على مساعدتها، لأكون صريحا، الوضع كان أفضل بالنسبة لي، وأشقائي عانوا كثيرا.

كيف كانت بدايتك مع كرة القدم؟

في وقتي كانت لدينا فقط إمكانية ممارسة كرة القدم في المدرسة، لم تكن لدينا فرص كثيرة في مداعبة الكرة في الشوارع خاصة أنا، لكن مع كل ذلك لم نكن نتخلى عنها لأن رياضة كرة القدم كانت ولا تزال كل شيء في حياتي، كانت النشاط الوحيد الذي كان أصدقائي يحبونه، كنا نجد بعد الصعوبات في الكثير من الأحيان في أن نلعب مباراة كبيرة، لأن عدد أصدقائي كان قليلا ولم تكن تسنح لنا الفرصة كثيرا بأن نمارس كرة القدم.

ماذا تمثل كرة القدم بالنسبة للشعب البرازيلي؟

في الماضي لم تكن كرة القدم فقط هي الهواية الممارسة بل كان الرقص يطغى على مدينة "ساو باولو" أو بالأحرى الشارع الذي كنت أسكن فيه، لكن رغم ذلك كرة القدم في البرازيل عامة، وفي بعض الأحياء بـ "ساو باولو" كانت تمثل بالنسبة لهم المعلم، أظن أن كرة القدم كانت كل شيء بالنسبة لكبار الأحياء آنذاك، عشق بيلي والمنتخب البرازيلي طغى على فكرهم، ولهذا اعتبرت كرة القدم كمعلم في "ساو باولو" والبرازيل على وجه العموم.

هل مازالت كرة القدم هي الهواية الأكثر ممارسة من قبل شعبكم في السنوات القليلة الأخيرة؟

في الماضي لم تكن هناك الكثير من الإمكانات للاستغناء عن كرة القدم، لم تكن هناك تكنولوجيا أو رياضات أخرى تمارس أكثر من كرة القدم، لذلك كانت مداعبة الكرة السبيل الوحيد لقضاء الوقت، لكن اليوم أصبح لديهم المزيد من الخيارات لتنظيم الوقت وممارسة العديد من الرياضات، وحتى كرة القدم أصبحت تمارس باحترافية كبيرة مقارنة بالماضي وهذا أمر مفروغ منه.

ما هي العراقيل التي واجهتها في حياتك؟

عندما كنت صغيرا كان الفقر يسيطر على الوضع، لم تكن لدي الكثير من الخيارات لأعيش في راحة، خاصة عندما كنت في "فيكتوريا"، وأتذكر أني كنت أحوز مبلغا من المال بغية التنقل في القطار بين الولايات لألعب كرة القدم، وفي يوم من الأيام تعرضت للسرقة، ولم يكن لدي خيار سوى أن أسرق دراجة للهروب من طغيان العصابات، (يبتسم) لقد كانت أياما عصيبة لكنها سمحت لي بأن أكون أكثر جدية في العمل، واللعب باستمرار رغم كونها في الكثير من الأحيان أفقدتني تركيزي الذي كنت أرغب أن يكون منصبا على كرة القدم فقط.

هل تخصص مبلغا من أجرتك لمساعدة الأطفال المحتاجين كما يفعل العديد من نجوم كرة القدم؟

بالتأكيد، أنا أحاول قدر المستطاع أن أقدم لهم ولو القليل من المساندة، كرة القدم تعلمك الكثير من الخصال الحميدة وتجعلك تحن للأطفال المحتاجين، وأنا شخصيا أرغب في أن تكون لديهم بعض الأولويات في الحياة اليومية، ولم لا ممارسة كرة القدم التي أعتبرها الهواية الأكثر سهولة عليهم.

كيف ترى موسم أرسنال حاليا، وهل أنتم تسيرون بخطى ثابتة للتتويج بلقب "البريمر ليغ"؟

حققنا نتائج جدية مقارنة بالموسم الماضي على ما أعتقد، لكن رغم ذلك يجب علينا أن نضع أرجلنا أكثر على الأرض، ونحاول تحقيق أكبر قدر من النتائج الإيجابية، سنحاول استغلال عطلة نهاية السنة لاسترجاع الأنفاس ومحاولة الفوز ببعض المباريات المتبقية في النصف الثاني من الموسم الحالي، ولم لا تصدر جدول الترتيب، والفوز باللقب الذي نعلم ويعلم العديد من لاعبي الفريق صعوبة تحقيقه.

نقلا عن صحيفة "دايلي مايل" الإنجليزية