ديديي ديشان: "المنتخب الألماني تغيّر بالكامل منذ مباراة الجزائر"

أجرت قناة "تي أف 1" الفرنسية كعادتها حوارا مشوقا مع المدرب ديديي ديشان مدرب المنتخب الفرنسي عقب تتويج المنتخب الألماني بلقب كأس العالم، بعد فوزه في النهائي على منتخب الأرجنتين بنتيجة 1-0،

نشرت : الهدّاف الخميس 17 يوليو 2014 01:59

وتحدث ديشان عن الكثير من القضايا التي تهم المنتخب الفرنسي والمنتخب الفائز بلقب كأس العالم ألمانيا، وأكد على قوة الأخير واستحقاقه للقب الدورة، وقال عن التشكيل الذي ضمه "المانشافت" في المونديال إنه أحسن جيل للكرة الألمانية في تاريخها، كما تحدث عن العمل الذي ينتظر منتخبه في قادم المواعيد، خاصة أن كأس أمم أوروبا 2016 تقام على الأراضي الفرنسية، ديشان لم يفوت الفرصة في هذا الحوار وتحدث عن سبب تغير المنتخب الألماني منذ مباراة الجزائر في الدور ثمن النهائي، وعن سبب تدهور مستوى ميسي في هذا المونديال، وعن العديد من النقاط الهامة التي سنكتشفها في هذا الحوار الشيق.

 

ديشان، لنبدأ من مونديال البرازيل، كأس العالم 2014 انتهى بتتويج ألمانيا باللقب الرابع في تاريخها، ما الذي يمكنك أن تقوله حول هذا التتويج؟

إنه تتويج مستحق بكل تأكيد، منتخب ألمانيا أبان عن قدرات هائلة، ومنذ البداية رشحته ليكون بطلا للعالم، منذ بداية الدورة وألمانيا تقدم مستويات كبيرة، إنهم يملكون كل المقومات، فـ "المانشافت" يضم حاليا أحسن جيل للكرة الألمانية في اعتقادي، إذ يلعب له خيرة لاعبي كرة القدم حاليا في العالم، بالإضافة إلى كل هذا، فالاستقرار على مستوى العارضة الفنية أتى بأكله، فـ لوف وطاقمه قدموا عملا رائعا استحقوا من خلاله التتويج بلقب كأس العالم.

 

في رأيك، إلى من يعود الفضل في هذا التتويج، هل للنجوم التي يملكها "المانشافت" أو للعمل الكبير الذي قدمه لوف؟

لا يمكنك أن تفصل عمل المدرب عما يقوم به اللاعبون فوق أرضية الميدان، صحيح أن ألمانيا تملك لاعبين جيدين وهم الأحسن حاليا، لكن هذا لا يقصي عمل لوف بتاتا، أظن أن عمل لوف كان حاضرا في هذه البطولة وقبلها، لا تنسى أن ألمانيا هي نتاج عمل منظم منذ سنوات، ودليل ذلك منافستهم على كل دورة يلعبونها، وهذا منذ كأس العالم 2002 الذي أقيم بكوريا الجنوبية واليابان.

 

الأرجنتين أيضا لعبت مباراة جيدة في النهائي، ألا تعتقد أن رفقاء ميسي يستحقون هم كذلك التتويج بهذا اللقب؟

الأرجنتين قدمت عرضا مكنها من الوصول إلى النهائي، وذلك بفضل اللاعبين الذين يضمهم الفريق، رغم آداء رفقاء ميسي مباراة طيبة في النهائي إلا أن الألمان كانوا يستحقون التتويج، إنها كرة القدم، لا يعني لعبك جيدا أنك ستفوز، بل الكلمة تعود دائما للفريق الذي يجيد تسيير أطوار المباراة بعقلانية وبتوازن، كانت مباراة مفتوحة وكلا الطرفين قدم كرة هجومية، فـ الأرجنتين تألق من جانبها حارس المرمى الذي صد العديد من الكرات الخطيرة، ودفاع ألمانيا كذلك كانت له كلمة في تلك المباراة، وفي النهاية فاز الفريق الذي أقنع طوال البطولة بامتياز.

 

ألا تعتقد أن ميسي كان خارج التغطية في مباراة النهائي، ولولا ذلك لما استطاع الألمان التتويج بهذا اللقب؟

ميسي لاعب كبير، صحيح أنه لم يكن في يومه في تلك المباراة، ربما نتيجة الضغط الهائل الذي كان مسلطا عليه، ونتيجة ضغط المباريات التي لعبها مع فريقه برشلونة طيلة الموسم، الأمر ليس سهلا على أي لاعب في العالم وعلى أي لاعب بقيمة ميسي، لكن أنا ضد فريق يعتمد على لاعب واحد فقط، لأنه من غير المعقول هذا، الأرجنتين تملك العديد من الأسماء الكبيرة القادرة على إحداث الفارق، لكن يبدو أن اسم ميسي جعل هذه النجوم تتكل إن صح التعبير وتتراخى، غياب دي ماريا أيضا أثر على مستوى الفريق لكن هذا ليس مبررا، أعتقد أن ميسي يحتاج للراحة أكثر.

 

ألمانيا فازت بكأس العالم ومنتخب فرنسا أقصي بشق الأنفس أمامها في الدور ربع النهائي، ألا يجعلك هذا تشعر بالفخر لكون فريقك أقصي بصعوبة جدا على يد أبطال العالم، ولولا ذلك لكنتم طرفا في النهائي أو نصف النهائي على الأقل؟

(يضحك)، مباراتنا أمام ألمانيا كان لها طعم خاص، صحيح، عندما ترى منافسك الذي فاز عليك بصعوبة يتوج بكأس العالم، تشعر أنك كنت قريبا جدا من لعب نهائي كأس العالم، إنه إحساس يحسه أي لاعب وأي مدرب، قدمنا ما بوسعنا وكنا قادرين على الإطاحة بـ ألمانيا لولا افتقار بعض لاعبينا للخبرة اللازمة، أظن أن كلامك صحيح، كنا قريبين من النهائي، عندما ترى ألمانيا تفوز على البرازيل بسباعية كاملة تقول إنك كنت قريبا جدا، هي كرة القدم ولكل مباراة حساباتها ومنطقها، على كل نحن لا نأسف على شيء، أعتقد أننا قدمنا دورة مقبولة نظرا لعدة عوامل.

 

حدثنا عن تلك المباراة بينكم وبين ألمانيا في ربع النهائي، وكيف تمكنت من الفوز عليكم؟

سادت لاعبينا خيبة أمل بعد تلك المباراة، قلت لك إن ألمانيا تتمتع بخبرة هذه المواعيد ولاعبوها يملكون الجرأة والموهبة بالإضافة إلى الخبرة، صحيح أن الهدف جاء مبكرا وكان لدينا الوقت للعودة، وفي البداية هاجمنا على استحياء لكننا كثفنا من هجماتنا، وحاولنا استغلال ثقل دفاع ألمانيا والتركيز على نقاط ضعفها لكن الحظ لم يكن إلى جانبنا، فـ بن زيمة أضاع فرصتين حقيقيتين للتسجيل، ونفس الأمر مع فالبوينا، لا ننسى أيضا أن لديهم حارسا عملاقا هو نوير، لقد صد العديد من الكرات الصعبة وساهم كثيرا في الدفع بفريقه إلى الأمام، على العموم كانت تلك هي مباراتنا الأخيرة في المونديال، واستطعنا من خلالها اللعب بنفس الروح والثقة المطلوبة، لكن كانت هي آخر مباراة لنا.

 

لكنك استطعت تكوين فريق سيكون له شأن في قادم المواعيد، أليس كذلك؟

نعم، أنا فخور جدا بما فعله اللاعبون على أرض الملعب وخارجه، لقد أظهروا صرامة وانضباطا تكتيكيا عال جدا، كما قاموا بعمل كبير أثناء التدريبات وخلال أطوار كل مباراة لعبوها، اكتشفت العديد من النقاط الإيجابية في هذه البطولة وهذا حافز لي ولهم لتطوير الفريق أكثر في قادم المواعيد، وصول هؤلاء اللاعبين للدور ربع النهائي يعني أشياء كثيرة، كان لديهم الرغبة والطموح للوصول إلى أبعد من ذلك، هذا مستوانا حاليا ولكننا قابلون للتطور، وأظن أننا سنقول كلمتنا في قادم المواعيد بهذه التشكيلة.

 

مستواكم في التصفيات قبل كأس العالم لم يكن جيدا وعشتم حالة من الشك في النفس، ما الذي تغير بعد ذلك؟

هناك شيء ما حدث منذ التصفيات خاصة منذ مباراتنا أمام أوكرانيا، في تلك المباراة كانت هناك بعض الأشياء الجيدة جدا، كان ذلك اليوم خاصا بالنسبة للاعبين على جميع الأصعدة وخاصة على المستوى النفسي، على جانب ألمانيا، كلنا نعرف أن العامل النفسي هو أهم الجوانب في هذا النوع من المنافسات الكبرى، ولذا تجاوزنا كل المعوقات وتركنا كل شيء سلبي خلفنا، وجئنا بلاعبين جيدين مهاريا لكن تنقصهم خبرة المواعيد الكبرى، خاصة كأس العالم، فلاعبو ألمانيا اعتادوا على اللعب في كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية، ولهذا فهم متمرسون.

 

يبدو أن المنتخب الألماني فاجأك كثيرا في هذه الدورة، أليس كذلك؟

لا، المنتخب بحد ذاته لم يفاجئني، وكنت أنتظر هذا المستوى لأنني أعرف جيدا الكرة الألمانية والعمل الذي يقومون به منذ سنوات، ولكن الذي فاجأني هو التكتيك الذي انتهجه المدرب لوف خاصة في مباراتنا، لقد شاهدنا مباريات ألمانيا في الدور الأول والدور الثاني، كان لام في الوسط لكن في مباراتنا عاد لام إلى مكانه الاعتيادي وهذا أعطى لـ ألمانيا قوة إضافية، هذا اللاعب هو قائد الفريق وهو مهم جدا لهم، لقد تم تغيير هيكل دفاعهم بالكامل، المنتخب الألماني تغير منذ مباراة الجزائر، هو يملك لاعبين كثرا وحلولا أكبر مما يجعل الفريق يتنفس.

 

ماذا قلت للاعبين بعد إقصائكم في الدور ربع النهائي؟

صراحة، لم أقل لهم شيئا في تلك اللحظة لأننا كنا جميعا نشعر بالإحباط والأسى، حتى أنا كنت بحاجة إلى من يواسيني، لكن فيما بعد تحدثنا مطولا وقلت لهم إنكم لم تقصروا بتاتا، بل بالعكس كنا قريبين جدا من التأهل والإطاحة بالمنتخب الألماني، الذي كان يستحق الفوز علينا، والآن تنتظرنا مواعيد كبرى والمستقبل كله لكم، في البداية أظهروا نوعا من الحزن لكن فيما بعد هدأت الأمور، وعاد اللاعبون كما كانوا سابقا.

 

على ذكر المواعيد الكبرى، تصفيات "أورو 2016" على الأبواب والتي ستلعب على الأراضي الفرنسية، هل لديكم خطة عمل جديدة للتحضير لهذه المنافسة التي ستكون من دون شك حدثا كبيرا وحكاية أخرى؟

أكيد لدينا خطة عمل، الجميع هنا من لاعبين وأعضاء الطاقم التدريبي والمسؤولين عن شؤون الكرة في البلاد ينتظرون هذه المناسبة، كما أنهم ينتظرون منا الكثير لنقدمه للشعب الفرنسي، نحن كلنا ثقة في لاعبينا وفي جماهيرنا التي ستساندنا في هذه اللحظات، على كل، الوقت مازال مبكرا للحديث عن النهائيات، لكن التحضيرات ستكون ابتداء من النقطة التي انتهينا عندها في كأس العالم، فما زال ينتظرنا عمل كبير والكثير للوصول للمستوى الذي نطمح إليه.

 

                                           نقلا عن قناة "تي أف 1" الفرنسية

كلمات دلالية : ديديي ديشان

آخر الأخبار


تابعوا الهداف على مواقع التواصل الاجتماعي‎

الملفات

القائمة
12:00 | 2021-08-01 أديبايور... نجم دفعته عائلته للانتحار بسبب الأموال

اسمه الكامل، شيي إيمانويل أديبايور، ولد النجم الطوغولي في 26 فيفري عام 1984 في لومي عاصمة التوغو، النجم الأسمراني وأحد أفضل اللاعبين الأفارقة بدأ مسيرته الكروية مع نادي ميتز الفرنسي عام 2001 ...

07:57 | 2020-11-24 إنفانتينو... رجل القانون الذي يتسيد عرش "الفيفا"

يأتي الاعتقاد وللوهلة الأولى عند الحديث عن السيرة الذاتية لنجم كرة القدم حياته كلاعب كرة قدم فقط...

23:17 | 2019-09-13 يورغن كلوب... حلم بأن يكون طبيبا فوجد نفسه في عالم التدريب

نجح يورغن كلوب المدرب الحالي لـ ليفربول في شق طريقه نحو منصة أفضل المدربين في العالم بفضل العمل الكبير الذي قام مع بوروسيا دورتموند الذي قاده للتتويج بلقب البوندسليغا والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما أوصله لتدريب فريقه بحجم "الريدز"...

خلفيات وبوستارات

القائمة

الأرشيف PDF

النوع
  • طبعة الشرق
  • طبعة الوسط
  • طبعة الغرب
  • الطبعة الفرنسية
  • الطبعة الدولية
السنة
  • 2021
  • 2020
  • 2019
  • 2018
  • 2017
  • 2016
  • 2015
  • 2014
  • 2013
  • 2012
  • 2011
  • 2010
  • 2006
  • 2003
  • 0
الشهر
اليوم
إرسال